الحديث في أزمة “همبرغيني” ما بعد انتهى خصوصًا أن الموضوع صار قضية رأي عام.. هالمرة ما راح نزعجكم بالتعليق على القضية نفسها لكن بنتناول بيانات ماكدونالدز المرافقة للحدث!
الاتصال المؤسسي دائمًا يكون حريص في الاتصال مع الناس وموافاتهم أول بأول وهذا الشيء على قد ما هو صحي إلا أن الأمر قد يذهب للتهكم أكثر مثل ما صار مع بيانات ماكدونالدز المبالغ فيها!
المثل الشعبي يقول “كل شيء زاد عن حده أنقلب ضده” والموضوع أتوقع انطبق بالتمام على ماكدونالدز وما عندي شك ولا واحد في المية أنه أنطلق من حرص منهم على مواكبة المستجدات خصوصًا لو حطينا في عين الاعتبار أن ماكدونالدز هو من أكثر المطاعم اللي تتعرض لحملات سيئة ومغلوطة في حقها مثل اللحوم الغير حلال وخلافها، لذلك أتفهم جدًا من وين انطلقوا في بياناتهم وهي فكرة خلك سريع ومرن وأقتل الإشاعة في مهدها لكن الموضوع الصدق صار مثار للتندر!
الشيء الرهيب اللي صار هو إعلان ماكدونالدز لوجبة ماك عربي اللي تعاملوا مع تندر الناس في الترويج لمنتجهم بطريقة إبداعية للغاية ناهيك انها متزامنة مع قضية الرأي العام اللي قاعدة تصير في السعودية!
ويبقى السؤال هالحين وشلون نتعامل لو واجهنا موقف مثل كذا؟
البيان الصحفي هو لغة شديدة اللهجة وشديدة الخطاب والرسمية بحد ذاتها وما المفروض أننا نتعامل معها في البداية إلا في حال كنّا نبي نتخذ موقف حازم.. الأفضل في حالة ماكدونالدز من وجهة نظري طبعًا هو التفاعل مع قضية الرأي العام والتعريج على أهمية صحة الناس وتمني الشفاء العاجل للمصابين بالتسمم وأخرج من دائرتك التجارية مؤقتًا إلى روحك الإنسانية، في هالوقت انتبه تحكي من وجهة نظرك كتاجر.. صوّر مطبخك الداخلي وطمن الناس بإجراءاتك الوقائية ووضح مدى حرصك، ساهم في حملة للتوعية عن التسمم وفعّل دورك المجتمعي، عط الناس فكرة لو بسيطة عن مصادرك الغذائية لتطمينهم.
بعد مرحلة التطمين انتقل لمرحلة التحفيز وحفز الآخرين على شراء منتجك، استعمل الإعلانات الإبداعية وحسن تموضع علامتك التجارية، خاطب مجتمعك بروحه وبثقافته وانتقل بعدها لمرحلة الإنجاز في المبيعات والعودة للوضع الطبيعي لك..
هذي يمكن ما تكون الوصفية التسويقية الوحيدة للعلاج.. في النهاية كل مشكلة نواجهها لها ظروفها واحتمالاتها الممكنة.